“المستقبل” يرفض شروط عون الحكومية ويرفض حكومة الأقطاب: الأساس مهمة الحكومة
يعلم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أنه المرشح الاوفر حظا للوصول الى رئاسة الحكومة المقبلة، خصوصا بعد فشل خصومه بإنجاح حكومة حسان دياب التي كان خارجها، وبالتالي هو يدرك أن الشروط التي كانت تُفرض عليه سابقا لن تكون مقبولة اليوم، ومنها على سبيل المثال “الإتفاق مع رئيس الجمهورية على مسار التشكيل قبل التكليف”.
يرفض الحريري اللقاء برئيس الجمهورية لأجل البحث بشكل الحكومة المقبلة، فالدستور ينص على أن التكليف يسبق التشكيل، وما قام به عون، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع حسان دياب، لا يمكنهما القيام به مع رئيس “المستقبل” المتمسك بصلاحياته بتشكيل الحكومة كاملة، بحال تم تكليفه من النواب في استشارات نيابية ملزمة.
“لا يهتم تيار المستقبل بمواقف الأطراف السياسية من ترشيح الحريري”، يقول عضو المكتب السياسي في التيار مصطفى علوش، مشيرا في حديث لـ”أحوال” الى أن الموقف الوحيد الذي يهم التيار اليوم بشأن الحكومة هو “مهمتها”، بغض النظر عن إسم رئيسها، سواء كان سعد الحريري أم أحد غيره.
ويشدد علوش على أن المطلوب أن تكون الحكومة مستقلة توحي بالثقة، وأن تتكون من شخصيات متمكنة وقادرة، حتى ولو كانوا من السياسيين إنما غير الخاضعين لأحد، حتى ولو كان تيار المستقبل، مشيرا الى ان المطلوب من الحكومة وضع برنامجها للمجتمع الدولي والناس في لبنان، وكل ما عدا هذه المهمة سيكون مشروعا فاشلا.
يعلم تيار المستقبل أن إسم سعد الحريري هو الأبرز في الملف الحكومي، وأن أي إسم آخر لا يوحي بالثقة، ولكن هذا لا يعني أن التيار يساند طرح حكومة الأقطاب، اذ يشير علوش الى أن حكومة الأقطاب تعني دخول أسماء مثل جبران باسيل ومحمد رعد الى الحكومة، وعندها سيضع كل طرف فيها الفيتو الذي يناسبه، ونعود الى نفس الدوامة السابقة. ويضيف: “رغم كل الفشل لا يزال رئيس الجمهورية وجبران باسيل يمارسان الحكم بنفس الطريقة، وبحال استمروا بذلك فليشكلوا حكومة لوحدهم كما سبق وفعلوا، وليحكموا”.
لن يتوجه الحريري الى بعبدا قبل تكليفه لأنه لا يمكن أن يشارك بخرق الدستور، ولن يتنازل لأجل أحد، فهو قد قدم ما يكفي من تنازلات طيلة الفترة الماضية، بحسب ما يؤكد مسؤولو تيار “المستقبل”. اما بالنسبة لموعد تشكيل الحكومة، فيشير علوش الى أنه حتى اللحظة فلا شيء يوحي باقتراب هذا الموعد، ولكن في لبنان كل شيء ممكن.
بحسب علوش فإن تيار المستقبل لا ينتظر المواقف الخارجية، مشيرا الى أن الموقف السعودي قد يكون مشابها للموقف الأميركي الذي حمله دايفيد هيل، وفيه تأكيد على أن الأولوية لبرنامج عمل الحكومة، مشددا على أن المطلوب أمر بسيط وهو تغيير العقلية التي تحكم في لبنان.
تكشف مصادر مطّلعة على مسار المشاورات الحكومية، أن إجتماع الليلة الذي حصل في عين التينة بين الرئيس نبيه بري وجبران باسيل، بحضور علي حسن خليل وحسين الخليل، لم يحقق النتائج المرجوة منه، مشيرة الى أن الأمر الوحيد المتفق عليه بين هذه الاطراف هو أنه من غير المقبول على أحد فرض الشروط في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان.
محمد علوش